0
 مجرد رأي
 
نعيش في تونس ، منذ خروج المستعمر الفرنسي الصوري ، على إيقاع العملاء من مخلفات هذا الاحتلال بداية من كبيرهم بورقيبة العميل الأكبر الذي باع الوطن بكل خيراته إلى الرجل الأبيض في صفقة كبرى تضمن له كرسي الرئاسة مدى الحياة مقابل ثروات هذه الأرض التي ظلت تنهب منذ قرون. فليس مستغربا إذن أن تقوم فرنسا بعد الثورة بصنع تمثال للرجل بعد وفاته بأكثر من عقد، صنم صنع لضرب كل من علا صوته بالثورة على العمالة و المطالبة باسترجاع الثروات المنهوبة ، و لسن حالهم يقول : لقد أعدنا عميلنا الأكبر بعد أن ذهبتم بعميلنا الأصغر و أعني بذلك السارق بن علي و عصابته
 
و عودة العميل الأكبر إلى الحكم جاءت، كما هو معلوم، مع العجوز الكراكوز الباجي قايد السبسي و حزبه اللقيط نداء التجمع ، و يتجلى هذا وبوضوح شديد بتمسح هذا الأبله بقبر سيده بورقيبة و الترويج لما يسمى بالبورقيبية في الإعلام المنحط عدو الثورة الأول في أقذر مشاهد انحطاط سياسي و أخلاقي عرفه التاريخ ، جعلت من زيارة عجوز ميت لميت سبقه و ينتظره في العالم الآخر ، بداية حملة انتخابية شاحبة اللون قاتمة في قتامة و شحوب الموت نفسه. فتونس مقبلة على الموت بانتخابها الموت نفسه رئيسا لها ، و في الواقع لولا تدخل الموتى الذين أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات المهزلة لما انتصر الموتى على الأحياء ، و لما عدنا إلى حقبة العميل الأكبر عبر هذه النسخة القبيحة المسماة السبسي أو السيسي إلا نقطة. فهكذا أراد العملاء لنا، لا يهمهم أن نصير أضحوكة العالم و التاريخ بقدر ما يهمهم تلبية نداء سادتهم في فرنسا


حسونة السبسي أمام الميت بورقيبة : عريان و يسلب في ميت

و لم يتوقف إيقاع العملاء عن الرنين طيلة أيام الثورة و السنوات التي تلتها ، و حاولوا بالانقلاب و الاغتيال و بالرز و الخمر سلب الوطن من جديد ، و كان لهم ذلك فلا هنيئا لهم، و نجاحهم هذا إنما ينبغي أن يدرس كفن من فنون التآمر على إرادة الشعوب و دفعه إلى الانقلاب بنفسه على أحلامه التي دفع ثمنها نحو 300 من شباب متحمس تجرأ على دولة الموتى. و لعل عزاءنا الوحيد أننا كلفناهم مليارات الدولارات و شغلناهم لسنوات في التخطيط للتآمر على الأحرار و لعل عزاءنا كذلك كان باقتناعنا أن هذه إنما جولة ربحوها بعد جهد و عناء و أن المعركة متواصلة و أن تكميم الأفراه قد ولى و أن الموتى الذين يحكموننا الآن قريبا سيرمون في الجحيم الذي يليق بهم و أن شبابهم الذي ولى مع الحرب العالمية الثانية لا يمكن أن يهزم شبابا تجاوزهم بقرن من التكنولوجيا و الثقافة ، إن هي إلا معركة و الحرب مع العملاء مستمرة
 
إيقاع العملاء الذي أوقع الجبناء في حبائلهم اتخذ عدة صور أهمها الآلة الإعلامية المعادية للثورة من خلال الصورة القاتمة التي فرضها العملاء على الشعب الخائف على بطنه و قفته فكان الجبناء يمجدون الثورة بألسنتهم التي تخدعهم بتمنيهم العودة كما كنا فيقول الواحد منهم : "نرجعوا كيما كنا رايضين و نخدمو على رواحنا"، و الجبناء يستحون من سب الثورة علنا و هم يبيتون ذلك في أنفسهم لأنانيتهم التي جعلت من عهد السارق الأكبر و عصابته و قبله العميل الأكبر و زمرته عهودا مثالية في الأمن و الرخاء و الرقي كما تغنت بذلك امرأة ذات يوم ، في حين أن الآلاف معذبون مشردون في سجون العملاء غير بعيدين عن سفارة السادة في شارع العميل الأكبر بورقيبة

و حاولوا الانقلاب و اصطدموا ببعض الشرفاء ، فالعملاء على كثرتهم لا يستطيعون شيئا أمام قلة من الشرفاء ، و مهما ضخت الآلة الإعلامية في صورتهم التي جعلت من عشرات من آكلي الرز آلافا و جعلت من مئات من الهمجيين الشيوعيين مليونا و نصف يشيعون جثة ، و فشل انقلابهم فشلا ذريعا ، و خسروا أموالهم الطائلة و جن جنونهم و زادوا من أموال بعير الخليج لعلهم ينجحون و اغتالوا جثة أخرى و أرسلوا سيارات مصفحة و جندوا إعلاما و قنوات أخرى و كثفوا من إرهاب الجبناء و اغتيال الأبريا في الجيش لعل الابن العاق يعود إلى حظيرتهم و يطلب الصفح و المغفرة ، و عاد الابن العاق ، عاد إلى جده الباجي و أبيه الصيد و عمه الناصر بمباركة سيدي الشيخ و تطبيل الرياحي الأنيق، لقد تأدب الابن العاق ، و لكن الابن العاق مخدوع ، هؤلاء ليسوا آبائنا ، ليسوا إخواننا و ليسوا أجدادنا و ما نرى فيهم أمهاتنا ، و لذلك ننادي موتوا لنحيا، موتوا لنحيا، سئمنا حكم الموتى
 

Enregistrer un commentaire

 
Top